التطور المهني هو كناية عن مسيرة يتبعها الفرد للوصول إلى النجاح
قد يشعر الطالب بالإرتباك عندما يحين الوقت الذي يجدر به اختيار اختصاصه أو مهنته المستقبلية، وقد يدفع ذلك بالبعض إلى اختيار أي اختصاص ممكن، من دون التفكير مسبقًا بمدى ارتباط هذا الإختصاص بالخصائص التي يتمتّع بها الشخص وبالمستقبل الذي يريده لذاته. إلاّ أن التطوّر المهني لا يكمن فقط باختيار إختصاصٍ ما أو بمتابعة التعليم من دون أي خطّة، إنّما هو مسيرة ذات مراحل محدّدة. وإن معرفة مراحل هذه المسيرة، والسير بها خطوة خطوة، يساعدان على التمتّع بالمزيد من الثقة والثبات، ويساهمان بالوصول إلى الهدف المنشود.
للتطوّر المهني أربعة مراحل، وهي: معرفة الذات، الإستكشاف، التطوير الذاتي والتخطيط. ويساعد موقع "مهنتي" جميع المستخدمين، ولا سيما الطلاب منهم، في كل هذه المراحل، على سيرها بشكلٍ مناسب، عبر تأمين مجموعة من المقالات لذوي الإختصاص ومجموعة من الفيديوهات العملية التي تلقي الضوء على مواضيع مهمّة وأساسيّة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الموقع يؤمّن للمستخدمين، مجموعة وسائل مفيدة تساعدهم على اكتشاف الذات من جهة وعلى الدخول إلى سوق العمل من جهة أخرى.
تُعتبر معرفة الذات، أو القدرة على تقييم النفس، أمراً مهماً في اختيار المهنة، فهي تساعدك على اختيار مسارك بناءً على شخصيتك الفريدة، ومهاراتك، واهتماماتك، وقيمك. وكلّما قمت بهذا الأمر باكراً، وفّرت على نفسك سنوات من الإحباط غير الضروري الذي قد ينتج عن اختيار مهنة لا تتلاءم مع العوامل السابقة.
وتُعتبر معرفة الذات مهمة أيضًا لاكتشاف مسارات معينة جديدة، ربما لم تلتفت إليها سابقاً، إذ يمكنك استخدام هذه المعلومات للانفتاح على وظائف من نوعٍ آخر. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تساعدك معرفة الذات على تحديد نقاط الضعف، لتتمكن من متابعة التدريبات المناسبة للتخفيف من وطأة نقاط الضعف لديك على مستقبلك المهني، ولتقوية مهاراتك الحاليّة.
وخلال تقييم الذات، تقوم بجمع معلومات عن نفسك، لاتخاذ قرار وظيفي، وهذا يبدأ بفهم أربعة عناصر رئيسية:
الشخصية: "من أنا؟" وهذا يشمل سماتك، ومحفزاتك، واحتياجاتك، ومواقفك.
الاهتمامات: "ما الذي يعجبني وما لا يعجبني القيام به؟"، مثل الألعاب الإلكترونية، الرياضة، وقضاء الوقت مع الأصدقاء.
المهارات: "ما الذي أجيده؟"، مثل الكتابة، برمجة الكمبيوتر، والتعليم.
القيم: "ما هو المهم بالنسبة لي؟"، مثل الأمور التي تريد تحقيقها، المراكز، والاستقلالية.
الهدف هو أن تكون قادراً على الوصول إلى هذه الإجابات بوضوح، وفهم كيفية ترابط العناصر الأربعة وعلاقتها بمهنتك بوضوح، وهذا ما نسعى إلى مساعدتك على تحقيقه في هذه الفقرة من موقعنا.
الخطوة الثانية في التخطيط للمسيرة المهنية هي استكشاف خياراتك والبحث فيها. فالاستكشاف يأخذ تقييمك الذاتي خطوة إلى الأمام، ويساعدك على حصر الإحتمالات والتوجّه نحو مهنة معيّنة.
ويُعدّ الاستكشاف الوظيفي خطوة مهمة، إذ إنّك عبر استكشاف عالم العمل، ستتمكن من تحديد المهن والوظائف التي تناسب مهاراتك، واهتماماتك، وقيمك، وشخصيتك. والأفضل أن تبدأ الاستكشاف الوظيفي خلال أو بعد تحديد ما تفضّله مهنياً من خلال تقييم الذات.
يقدّم "مهنتي" فيديوهات تصف مجموعة متنوعة من المهن التقنية، وتشرح المسارات المهنية، وتعرض الخيارات الممكنة، كما ترشدك خلال عملية اتّخاذ القرار. وبالإضافة إلى ذلك، يمكنك الذهاب أبعد، والقيام بالأمور التالية:
تحدّث مع متخصّصين يعملون في وظائف تثير اهتمامك.
قم كطالب بإجراء مقابلات مع أصحاب العمل، حيث تطرح عليهم أسئلة، وتتلقّى نصائح لدخول المجال الوظيفي.
مارس التظليل الوظيفي، وهو طريقة لمراقبة المحترفين في العمل، أو مرافقتهم مثل ظلّهم. في بعض الأوقات، يدوم الأمر ساعة أو ساعتين فقط، وفي أوقات أخرى يمكن أن يستمرّ الأمر يوماً كاملاً أو أكثر.
شارك في الأنشطة المنظمة من قبل المدارس المهنية والتقنية والجامعات حول الإختصاصات المتاحة لديها.
وبعد الانتهاء من البحث الأولي، يمكنك أن تبدأ باستبعاد المهن التي لا تروق لك، والحصول على تفاصيل إضافية حول تلك التي أعجبتك.
الخطوة الثالثة في التخطيط لحياتك المهنية، هي تحسين مهاراتك لتتطابق مع المهنة التي تريدها. ويشكّل ذلك قيمة مضافة لمسارك المهني، ومكان عملك المستقبلي.
ويُعدّ تحسين مهاراتك جزءاً أساسياً من تطورك المهني. وقد تكون المهارات التي تختار العمل على تطويرها هي التي تحتاج إلى بنائها الآن لتحقيق نجاح في المستقبل (مثل مهارة حُسن التصرّف خلال مقابلات العمل المستقبلية)، أو للتطوّر في دراستك الحالية (مثل مهارات البحث، الكتابة، وغيرها...)
إذا ركّزت على تحسين الواحدة تلو الأخرى، ستكون حينها محضّراً بشكل أفضل للدخول إلى العالم المهني من الباب الواسع. وفي هذا السياق، يعمل فريق "مهنتي" باستمرار على دراسة متطلّبات سوق العمل، من حيث المهارات والمؤهلات المطلوبة والمفقودة بين الخريجين التقنيين. ويقوم موازاة ذلك بمشاركتك بنصائح قيمية وفيديوهات، ومعلومات حول سوق العمل، لكي تتطلع عليها وتطوّر مهاراتك في الإتجاه الصحيح.
هنا تخطّط للخطوات التي عليك اتخاذها لوضع مشروعك المستقبلي قيد التنفيذ. استخدم كلّ ما تعلّمته حول مهاراتك، اهتماماتك، وقيمك، بالإضافة إلى المعلومات التي قمت بجمعها حول عالم العمل، لخلق خطّتك. خلال هذه الخطوة، ستقوم بكتابة خطّة عمل مهنية، تكون بمثابة دليل للوصول إلى هدفك النهائي في الحصول على وظيفة في المهنة التي تعتبرها مناسبة لك. حدّد الأهداف البعيدة المدى والقريبة المدى التي عليك تحقيقها لبلوغ هدفك النهائي.
ابدأ بطرح الأسئلة التالية على نفسك:
1- ما هي الإجراءات أو الخطوات التي ستساعدني على تحقيق أهدافي في العمل والتدريب والحياة المهنية؟
2- أين يمكنني الحصول على مساعدة؟
3- من سيقوم بمساندتي؟
يشاركك موقع "مهنتي" مجموعة مقالات وفيديوهات تتعلّق بهذه النقاط، وهو أنتج فيديوهات لمساعدتك على التحضير لدخول سوق العمل، وللتقدّم للوظائف. ويزوّدك الموقع بنموذج سيرة ذاتية، يمكنك تعبئته وتحميله للحصول على سيرة ذاتية جيدة. وقد عمل خبراؤنا في الموارد البشرية وبناء القدرات، معاً، من أجل مشاركتك كلّ المعلومات والنصائح الضرورية لمساعدتك على الاستعداد بشكل أفضل.
في النهاية، حدّد موعداً للاجتماع بشكل فردي مع مسؤول مكتب التوجيه والتوظيف في مدرستك المهنية. خلال هذه المواعيد، سيتحدث معك المسؤول عن أهدافك المهنية، وعن أسئلتك، ومخاوفك، ويحدّد التقييمات المهنية والاختبارات التي قد تفيدك. في النهاية، سيكون هذا المسؤول بجانبك لمساعدتك على الاندماج في سوق العمل، وتحديد الوظائف الشاغرة.