أحد أصعب الأمور التي تواجهها عندما تبحث عن وظيفة هي رسائل الرفض التي لا تنتهي، والتي تتلقاها من الشركات بعدما تكون قد أمضيت أياماً وليالٍ وأنت تملأ طلبات العمل الطويلة. هذا ينطبق أيضاً بشكل خاص على الحالات التي يتمّ فيها الاتصال بك من أجل إجراء مقابلة، التحضير لها، إتقانها، والوصول إلى المرحلة الأخيرة من مسار التوظيف. وقد يبدو الرفض بالنسبة إليك كالكابوس، لكنّه في الحقيقة ليس كذلك. هذا أمر طبيعي جداً، وهو جزء من رحلة البحث عن عمل، وقد يكون في الواقع مفيداً.

لا شكّ أنّك تسأل نفسك كيف يمكن أن يكون رفضك في وظيفة ما مفيداً لك، وكيف عليك أن تتعامل مع مثل هذه المواقف عندما تواجهك. إليك بعض النصائح:

1. اسأل مسؤول التوظيف عن رأيه: عندما تحصل على تعليق من مسؤول التوظيف، يمكنك عندها أن تحدّد نقاط ضعفك وتعمل على تحسينها في المرة المقبلة.

    

2. راجع نفسك: حاول أن تتذكر أين شعرت بأنك ارتكبت خطأ كبيراً، أو لم تتمكن من الإجابة بثقة على سؤال ما خلال المقابلة، واعمل على تحسين الأمر.

    

3. لا تأخذ الأمور بشكل شخصي أبداً: قد تكون هناك أسباب عديدة لعدم اختيارك ضمن اللائحة المختصرة للمرشحين المقبولين للوظيفة، فمن المحتمل أنّ أداءك كان سيئاً خلال المقابلة، أو ربما تمّ اختيار شخص أفضل، لكن عليك أن تتذكّر دائماً أنّ هذا الأمر ليس شخصياً ضدك.

    

4. تمتّع بعقلية إيجابية: إذا قادك الرفض إلى المبالغة في التفكير والقلق والتوتر بشكل مستمرّ، عندها أنت تقوم بإيذاء نفسك، ولن تتعلّم أبداً أو تطوّر نفسك. عليك أن تجعل الأمر طريقة لإيجاد فرصة أفضل، تفتح أمامك أبواب عدة. ابقَ متحمساً ومتفائلاً.

    

5.  تابع التعلّم وتطوير ذاتك: من المهم أن تعزز مهاراتك وأن تبقي تجربتك حديثة. ويمكن أن يحدث هذا على شكل تدريب بدوام جزئي، الانضمام إلى مشروع خيري، أو منصب تطوعي في شركة ما. هذه الأمور تساعدك على الحفاظ على نشاطك المهني، ويساعدك على تطوير نفسك بشكل مستمر، وتعزيز ثقتك بنفسك.

    

6. وسّع شبكة اتصالاتك: اعتبر قيامك بالكثير من مقابلات العمل مشابهاً للقائك بأشخاص جدد، وشربك القهوة معهم. بعض هؤلاء قد يعجب بك، ويرغب في لقائك مرّة أخرى، لكن آخرين قد لا يرغبون في فعل ذلك أبداً. مع ذلك، من فضّلوا ألا يكونوا أصدقاء معك، قد يتذكرونك، ويرون شيئاً فريداً فيك، ويسألون عنك في المستقبل. فكلّما قابلت المزيد من مسؤولي الموارد البشرية، كلّما كان الأمر أفضل بالنسبة إليك.

    

7. وسّع وجود ملفك في قاعدة بيانات الشركات: عندما تتقدّم للحصول على وظيفة ما، تبقى سيرتك الذاتية وملفك الشخصي في قاعدة بيانات الشركة من أجل فرص أخرى مستقبلية، خصوصاً إذا وجد مسؤول الموارد البشرية أنّك مثير للإعجاب، لكنّه لم يقم بتوظيفك، وهو يمكنه أيضاً أن يحيلك إلى شركات أخرى.

 في الخلاصة، تذكّر أنّ رفضك في وظيفة ما ليس خسارة بالنسبة إليك، بل هو ربح، وأفضل من ألا يتمّ التواصل معك على الإطلاق. عليك فقط أن تبقى إيجابياً، وستحصل على الوظيفة المثالية في الوقت المناسب.