يقول والت ديزني، أشهر صانعي سينما الرسوم المتحركة، إنه عندما يكون الشخص فضوليّاً، يجد الكثير من الأمور المشوّقة للقيام بها.
ويُعتبر الفضول السبب الرئيس للتطوّر في العلوم، والطب، والتواصل الاجتماعي، والعديد من الاكتشافات الأخرى، وهو القوة التي تقف خلف الاختراعات، والفن، والاستكشافات، والمعرفة، وغيرها.
وفي الطفولة، تكون بطبيعتك فضولياً وتستكشف العالم بسعادة، لكن مع مرور الوقت قد تتجاهل اهتمامك بالأمور، فتتوقّف عن طرح الأسئلة وتبدأ بقبول الأمور كما هي. لكنّ للفضول العديد من الفوائد، فهو يحرّك فيك الاهتمام والحماسة والرغبة في المعرفة، ويجعل حياتك أكثر تشويقاً، ويوسع آفاقك. فما هي أبرز فوائد الفضول؟
اكتشاف نفسك: الفضول حول النفس يتّصل باكتشاف من أنت حقاً. فعندما تفهم نفسك أكثر، يمكنك إجراء تغييرات في حياتك وتنمية نقاط قوتك، والأمور التي تريد تحسينها.
النمو الشخصي: النمو هو الجزء الذي يتغيّر فيك، لذلك عليك دائماً أن تطرح على نفسك السؤال التالي "لماذا؟"، لأنّ هذا الأمر يساعدك على معرفة نفسك وأهدافك في الحياة، ويجعلك تفكّر بطريقة أفضل.
زيادة النشاط العقلي: عندما تكون فضولياً، تسعى وراء الحصول على إجابات، وتسأل المزيد من الأسئلة، وهذا يزيد من نشاطك العقليّ.
المعرفة والذكاء والتعلّم: العقل الذي يطرح أسئلة يجعلك تبحث بقوّة عن إجابات، وهذا يساعد في تنمية المعرفة والذكاء، ويساعدك على تعلّم أمورٍ جديدة.
الانفتاح: يفتح الفضول عقلك على وجهات نظر وحقائق ومعلومات جديدة، ويساعدك على فهم الناس والتعرّف على الثقافات والأفكار وطرق أخرى للقيام بالأمور.
السعادة: عليك أن تسأل نفسك دائماً "هل أقوم بالأمور التي أحبّها في الحياة؟". وتأكد دائماً من أنّك في المكان الذي تريد أن تكون فيه.
عدم الملل: أن تكون انساناً فضولياً، فهذا يعني أنّك نادراً ما تشعر بالملل، لأنّك تسعى دائماً للمزيد من المعرفة.
خلق فرص إضافية: يساعدك الفضول في رؤية عالمٍ جديدٍ من الاحتمالات التي تتخطّى الأمور العادية التي تحدث كلّ يوم.
إنتاج أكبر: كلّما تساءلت أكثر حول الأمور، زاد فهمك للتفاصيل، والمعرفة التي ستكوّنها تجاه أي مسألة، ما يجعلك قادراً على التعامل مع المواقف بنجاح أكبر.
اتخاذ قرارات أفضل: ابحث دائماً عن ثلاثة أسباب تدفعك لمتابعة أمرٍ ما، فهذا يساعدك على أن تكون واثقاً من أفعالك وقراراتك.
عدوانية أقل: عندما تكون فضولياً، تأتي ردات الفعل في مكان العمل أقلّ عدوانية. ووجدت دراسة نُشرت عام 2018، أنّ الفضول يمكّن، عند العمل ضمن مجموعة، من الخروج بنتائج أفضل، ويشجّع الأفراد على الاهتمام بأفكار بعضهم.
في الخلاصة، إذا أردت أن تعيش حياةً ملهمة، أن تستيقظ كلّ صباح وأنت تشعر بأهمية وجودكَ، وبأنّك راضٍ دائماً عن العمل الذي تقوم به، عليكَ أن تبدأ من داخلكَ وتطرح على نفسكَ الأسئلة التالية:
ما هو أهمّ ما يثير فضولكَ؟
ما الذي يوجهكَ في الحياة ويساعدكَ يومياً على النهوض صباحاً ولماذا؟
هل تعبّر بشكل واضح عن دوافعكَ في الحياة ومع الآخرين؟
كيف يمكنكَ أن تكون أكثر انضباطاً تجاه فضولكَ وكيف بإمكانكَ أن تعيشه حقاً؟
ما الذي تفعله ويتعارض مع فضولكَ؟
وأخيراً، اجعل طرحكَ للتساؤلات بسيطاً، واضحاً، قابلاً للتنفيذ، ومركَّزاً على المساهمة والتأثير، واجعله أمراً دائماً في حياتك الشخصيّة والمهنيّة.